فلسطين
عدد الرسائل : 21 العمر : 44 الموقع : palestine دعاء : تاريخ التسجيل : 06/02/2009
| موضوع: سنوات الضياع الحقيقية الأحد فبراير 15, 2009 7:42 pm | |
|
استغرب كثيرا مما أرى رجالا أو نساء بلغوا من العلم والسن ما بلغوا لكنهم على قدر كبير من الجهل بدينهم وأحكام شريعة ربهم، ربما الواحد منهم لا يحسن صلاته ولا طهارته، وربما لا يعرف من القرآن سوى سورة أو سورتين من قصار السور يعيدها في كل صلاة إن صلى!!
حتى إنّ الرجل يبلغ من العمر ستين وسبعين عاما وربما يصلى صلاة لا يتم ركوعها ولا سجودها فلا يكتب له منها شيء!! هؤلاء هم الأخسرون أعمالا (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) مساكين والله الذين يعبدون ربهم على جهل، فقد أتعبوا أنفسهم ولم يحصلوا على الأجر كاملا، ولو أنهم سألوا إذ لم يعلموا ما ضرهم، ولكنها السنوات تضيع على العبد فلا يشعر إلا وقد اشتعل الرأس شيبا وبلغ المرء من الكبر عتيا.
ما الذي ضيع السنوات وأهدر الزمان؟ في الغالب ملهيات الدنيا وشهواتها، فمن أفلام ومسلسلات، إلى سهر في مقاه وديوانيات، إلى مطاعم وحفلات، إلى نوم في غير وقته وسهر في غير محله، إلى أحاديث أحسن أوصافها لغو ولغط، ولو حسب الإنسان العاقل عمره وكم يضيع في النوم والراحة والأكل والشرب والاستجمام لعلم أن ما يقضيه في طاعة الله أقل من القليل، ومع هذا أكثر الناس عن طاعة ربهم وعبادته غافلون!
إن الأمم السابقة كان الواحد منهم يعيش مئات السنين وربما بلغ الألف عام ومع هذا كان الصالحون يقضون الكثير من أوقاتهم في عبادة ربهم، أما هذه الأمة التي عادة ما تكون أعمارها بين الستين والسبعين ومع هذا فأكثرهم يتكاسل عن قراءة القرآن أو قيام الليل أو صيام النهار أو المرابطة في بيت من بيوت الله.
لماذا يشتكي الكثيرون من الهم والغم والتعاسة مع أنهم يلبسون أحسن الثياب ويسكنون أحلى البيوت ويركبون أفخم السيارات ويأكلون أشهى الطعام؟! السبب في كثير من الأحيان يكون قلة الإيمان في القلوب، وعدم استشعار طعم الايمان.
إنّ أجمل ما يقضي الإنسان فيه فراغه أن يتطهر ويصلي لله، فالصلاة »نور« وأقرب ما يكون العبد من ربه حال السجود ولهذا حري ألا يرد الرب عبده وهو ساجد ويدعوه، فيا الله كم ضاعت سنوات على الكثيرين حرموا فيها من صلاة الفجر ومن قيام الليل ومن لذة السجود!
إذا كانت صحائف العبد يوم القيامة ملئت بالذنوب والمعاصي وقلة العبادة وضعفها، فليعلم أنه كان يعيش في »سنوات الضياع« ولن تنفعه مسلسلاته ولا أفلامه التي ألهته عن الصلاة وعن ذكر الله وغرست في قلبه حب الشهوات المحرمة وكسرت حاجز الخوف من الله ومراقبته، هدانا الله وإياكم لطاعته والانابة إليه[/size].
| |
|