يحتاج الناس في كل زمان ومكان، وفي زماننا بالذات إلى قواعد عامة لوقايتهم من أهم الأمراض النفسية والعصبية والبدنية، وفي السطور التالية نناقش معكم القاعدة الذهبية في الوقاية من أهم الأمراض العصرية مثل مرض البول السكري، وضغط الدم، وتصلب الشرايين، والسكتة القلبية والسكتة الدماغية، والشلل، والتوتر النفسي والعصبي، والقولون العصبي، وقرحة المعدة وغيرها.
القاعدة:
القاعدة الذهبية للوقاية من الأمراض السابقة وزيادة، هي القاعدة الشرعية الواردة في الحديث الصحيح فعن أبي هريرة رضي الله عنه " أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني فقال : لا تغضب، فردد مراراً قال : لا تغضب " .
فهذا الرجل طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه وصية وجيزة جامعة لخصال الخير (كما قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم ) فوصاه الرسول صلى الله عليه وسلم أن لا يغضب فالغضب جماع الشر، والتحرز منه جماع الخير.
فالغضب : هو غليان دم القلب طلباَ لدفع المؤذي عنه خشية وقوعه، أو طلباًَ للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعد وقوعه.
الغضب يجمع الشر كله :
قال رجل من الصحابة عندما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لا تغضب " قال الرجل : ففكرت فإذا الغضب يجمع الشر كله، وقال جعفر بن محمد : الغضب مفتاح كل شر، وقيل لابن المبارك، أجمع لنا حُسن الخلق في كلمة، قال: ترك الغضب.
أخطار الغضب العصرية :
ثبت علمياَ أن الغضب والعصبية من مسببات أهم الأمراض العصرية مثل السكري حيث ورد في أخبار الخليج الإسلامي يوم 21/4/2000م في لقاء مع د. فاروق الزربا أن الغضب والتوتر الشديد يكونان أحد أسباب الإصابة بالسكري وخاصة في حالات ما قبل الإصابة (حالة الإستعداد الكامنة ).
وقال: كما أن التوتر النفسي والعصبي يقلل من فرص العلاج والتماثل للشفاء ويسبب نتيجة الآثار الفسيولوجية العديد من الأمراض الأخرى مثل : زيادة إفراز حموضة المعدة، والقولون العصبي وغير ذلك مما يؤثر على أعضاء الجسم التي تؤثر في بعضها البعض، والإستقرار النفسي بلا مشاكل يساعد على العلاج (أ ـ هـ ).
كما ثبت أن التوتر النفسي والعصبي والغضب يؤدي إلى الإجهاد، والذبحة الصدرية، والسكتة الدماغية نتيجة زيادة ضغط الدم وتدفقه في الشرايين والشعيرات الصغيرة، ويؤدي إلى الشلل العام والجزئي أحياناً، كما يؤدي إلى العديد من الأمراض العصرية.
أخطار شرعية للغضب:
الغضبان قد يطلق زورجته، أو يقتل ابنه، أو يدعو على عياله وماله، وقد يظلم مرؤسيه ورحمه وجيرانه، وقد يلعن نفسه أو دابته فقي صحيح مسلم : أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأه من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: خذوا متاعها ودعوها، وفي رواية أخرى وحادثة أخرى قال :" انزل عنها فلا يصحبنا ملعون لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم " .
علاج الغضب والوقاية من مضاعفاته:
للغضب علاج شرعي عقائدي وبدني، ففي الصحيحين عن سليمان بن صرر قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد أحمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وخرج الإمام أحمد وأبو داوود من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع.
وخرج الإمام أحمد من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا غضب أحدكم فليسكت قالها ثلاثاًَ، لأن ما يندم عليه في حاله زوال غضبه من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه من السباب وغيره مما يعظم ضرره .
وهكذا أخوه الإسلام عالجت هذه القاعدة الذهبية الشرعية (لا تغضب) أهم مسببات أخطر الأمراض العصبية و النفسية ووقت المسلم من التوتر العصبي والنفسي وما يترتب على ذلك من مخاطر ومفاسد لم تعد خافية على أهل العلم