منتديات البرغوثي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات البرغوثي

اهلا وسهلا بكم في منتديات البرغوثي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فخري البرغوثي " اسد وليثين "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 68
دعاء : فخري البرغوثي " اسد وليثين " 15781610
تاريخ التسجيل : 15/03/2008

فخري البرغوثي " اسد وليثين " Empty
مُساهمةموضوع: فخري البرغوثي " اسد وليثين "   فخري البرغوثي " اسد وليثين " Icon_minitimeالخميس يونيو 26, 2008 8:23 pm

الأ
فخري البرغوثي " اسد وليثين " Get-2-2009-rabe7_com_jb18morr



الاسيرفخري عصفور عبد الله البرغوثي من رام الله ومعتقل منذ 23/6/1978, متزوج ومن مواليد 1954م

تروي زوجته قصة اعتقاله فتقول :"كانت أسلحتهم تتقارع كأنهم ألف جندي , كانت أضواء في أيديهم مسلطة على عيوننا ولشدة الضوء لم نر سوى أنهم يخرجوننا جميعا إلى الخارج في الثانية صباحا , ومن بين كلامهم العبري لم نفهم سوى أنهم جاؤوا من أجل زوجي , حينها كنت أحمل على صدري طفلا عمره ثمانية شهور وفي بطني أحمل آخر عمره شهرين , وبعد كل الإهانات أحكم العديد من الجنود قبضاتهم على زوجي ومنذ تلك اللحظة غاب" فخري" مع هدير مركباتهم وبقينا بين أثاثنا المبعثر ننتظر عودته.

تلك التي عيونها حاضر محتجز , تسترجع ذكريات أليمة كمن ينشل دلوا من بئر سحيقة وفيها كامل الرغبة أن تروي مستقبلا مهما يكن غامضا حين تروي الماضي. فمنذ العام 78 بقيت تضع إبريق الشاي على النار بنفس الطريقة وتنتظر زوجها بنفس الطريقة , ربما تغير الإبريق عشرات المرات خلال ست وعشرين سنة من الانتظار ولكن بقي للنار من يوقدها دائما.

قالت " بعد ثمانية عشر يوما تبين لنا أن زوجي خضع لتحقيق لا إنساني في معتقل رام الله المركزي, وصمد في التحقيق عشرات الأيام إلا أنهم استخدموا معه ما لا يحتمله إنسان, ولم يمض وقت طويل حتى جاؤوا بزوجي مقيدا إلى البيت ليأخذوا الأسلحة التي كان يخبؤها قرب البيت وحينها أوقعوه بكل وحشية في شجرة صبار.ودكت أحذيتهم ظهره فيما اخترق الشوك جسده ولا نملك غير البكاء والصراخ , بل حتى ذلك منعونا منها وأغلقوا باب البيت علينا .

وبعد وقت قليل عرفنا أنه متهم بالانتماء لمجموعة من الثوار الذي قاموا بقتل مستوطن عند قرية النبي صالح غرب رام الله وضرب القنابل على مركز للشرطة الاسرائلية في رام الله ,وبقي سنة بأكملها موقوفا ينتظر المحكمة إلا أنني لم يحالفني الحظ لزيارته أول مرة حيث كنت قد وضعت طفلي الثاني " هادي " , أما في الزيارة الثانية فقد حملت الطفلين وزرته فرفع من معنوياتي وطمأنني كثيرا

ينحدر فخري البرغوثي من أسرة لا تضيع يوما إلا لتبني ثائرا ربما لسلسلة ثأر لا تتوقف , فأخوه روحي كان منفيا في سوريا ولمدة ثلاثين عاما لم يره ولم يزره بل حتى أن رحمة الله وافته بمنيته قبل أن يتمكن من ذلك , وأخوه " ربحي " استشهد في لبنان بعد معركة مشرفة في العرقوب , وأبن أخته " جاسر " وابن أخيه" خلدون" وابن عمه" مراد " ينتظرون أحكاما مؤبدة لانتمائهم لكتائب عز الدين القسام ولا زالوا موقوفين, وابن عمه" نائل " معتقل منذ ستة وعشرين سنة " حيث أمضى في الأسر أكثر مما أمضاه خارجه فقد اعتقلوه حين كان ثمانية عشر عاما فحسب , و ولديه " هادي وشادي" ينتظران خلف القضبان حكما بالعديد من السنوات لانتمائهم لكتائب شهداء الأقصى وأخوه الأصغر محمد اعتقل أربع مرات , معظمها في غرف التحقيق والتعذيب وفي أحدى المرات أمضى سنة ونصف خلف القضبان وحينها التقى بأخيه فخري ويقول بكل أسف ومرارة " نحن أخوة خمسة ولكننا لم نلتق ولو مرة واحدة على وجبة غداء معا , فبينما كان احدنا شهيدا فان آخرين معتقلين واحدنا في المنفى بينما الخامس عليه أن يعيل الأسرة.

اعتقل ابنه شادي في العام 2003 وأصبح هادي مطاردا وازدادت معاناة أمهما التي صبرت ستة وعشرين سنة على أمل أن يخرج والدهما , فهي لم تعد ترى أحدا منهم , وفي المرات القليلة التي يجيء هادي ليراها كان " على قلق كأن الريح تحته" , وكان بريق أمل ضئيل حيث أعلنت مفاوضات تبادل الأسرى مع حزب الله , وغاص هادي المطارد في أحلام وبأدق التفاصيل , يتخيل كيف يجب ان يستقبل والده , وعقدت اجتماعات على مستوى العائلة لترتيب الاستقبال , استقبال رجل أمضى ربع قرن في الأسر , " سنكتب اليافطات وننشر الأضواء حولها " قال هادي " فخري البرغوثي ..عضو المجلس الثوري ..المحرر بعد ستة وعشرين عاما " , وبسرعة الحلم كان الواقع يخلق خطواته الثقيلة حيث لم يخرج أبوه من السجن وبدلا من ذلك وقع هو في قبضة الاسرائليين في كانون ثاني للعام 2004 وتبعثر الثلاثة في سجون مختلفة .
فخري البرغوثي " اسد وليثين " Get-2-2009-rabe7_com_wegsv9i1
حين علم فخري أن ولديه اعتقلا طالب بجمع شمل ليلتقي بهما وهذا ما تسمح به قوانين السجون الإسرائيلية ولكن بمماطلة وصعوبة بالغة, وبعد خمسة شهور وافقوا على ان يجتمع الشمل بعد سنوات طويلة جدا , فكيف كان شعور كل واحد منهم؟؟ ..لقد شب الولدان وهم لا يرون كامل جسد أبيهما بسبب جدار سفلي وشبك علوي يفصلهم عند الزيارة عدى أنهما لم يزوراه منذ العام 95 , هو ايضا لم يأخذ الوقت الكافي ليعرفهم من رائحتهم كما يفعل كل الآباء , بل حتى انه قبل أن توافق مصلحة السجون على التقائهم كان هادي وشادي قد غادرا غرفة فنقل إليها فخري " ربما ليزيدوا من معاناته " فاخبره الأسرى كل التفاصيل عن ولديه " أعطوني أي شيء من رائحتهما _ قال _ فأعطوه بشكيرا وبقي يحمله على كتفه طوال النهار ويدفن به وجهه حين ينام ويحاول أن يرسم ولديه بما تركاه من رائحة" ...ولم تغير مصلحة السجون من ألاعيبها القذرة فبعد أن صدر قرار بالتقاء فخري وولديه , ظلوا يلعبون في أعصابهم لمدة ثلاثة ساعات ، وهي مدة فقط يحس بها أب لم ير أولاده لأكثر من ربع قرن..
كل الأسرى جلسوا على الأرض ، والدموع تقاطرت في محاجر العيون , نشيج هنا ونحيب هناك وأكتاف ترتعش..الكل مصعوق ومترقب يرى فخري يفتح ذراعيه وينطلق الشابان إليه ويحضنون بعضهم بقوة حتى كأنك تسمع فقط احتكاك عظامهم ," توقع إبرة فتسمع رنتها " على حد تعبير كثير ممن شهدوا تلك اللحظة المؤثرة , وبقي ثلاثتهم صامتين ..فقط نشيج مر..ودموع تكبر لتلتهم كل شيء , كأن الجدران صارت فضاء لما لا يوصف من العناق الحار , ووجوههم مدفونة بأجساد بعضهم البعض " ..
وتروى حنان حادثة التقاء الاسير فخري بنجليه في اول شهر رمضان قبل ثلاثة اعوام: "ابلغتهم ادارة السجن ذات صباح انها ستجمعهم في ذلك اليوم، بناء على طلب تقدم به الاب. وعند الرابعة مساء جيء بهادي وشادي، حيث كان بانتظارهم نحو (70) اسير، فاحتضنهم الاب في مشهد لا يوصف لاكثر من ثلاث ساعات ونسي الجميع الافطار. في تلك الليلة لم ينم الاسير فخري بل جعل ساقية وسادة لنجليه واخذ يمسد شعرهما بلهفة حتى الصباح، ولغاية الان لا يزالا معه في ذات الزنزانة

شعرت بفرحة كبيرة لأنه التقى بهم ولكن ايضا لم يفارقني الحزن, فقدت الثلاثة " قالت أم شادي " وأضافت أنها لم تزر زوجها منذ خمس سنوات فقد حاولت عبر كل الطرق ولكن النتيجة واحدة وجواب واحد في فم أكثر من جندي " أنت مرفوضة أمنيا", أخيرا ومنذ أسبوع فقط تقدمت إلى مكتب الشكاوى في القدس فمنحت تصريحا لزيارة واحدة ولكنها لا تمل الكثير من الأمل بزيارتهم لأنها اعتادت منذ ستة وعشرين سنة على مزاجية الاحتلال , فجأة يقولون هذا ممنوع دون أي سبب مقنع ...فقط جندي يطل من بزته العسكري ويقول ممنوع بينما يصوب زميله بندقية وينصرفان..

اتصل أخي فخري مرة واحدة منذ أن التقى بولده في السجن " نحن لم نعرف بالضبط ما جرى حين التقوا، قال أخوه محمد، وكل ما عرفناه كان عبر ما يتسرب من السجن فلم نتصل بأخي منذ زمن طويل ..
وحين اتصل بي ألم بي البكاء وتيبس لساني في مداره الأخير ولم أستطع الكلام. بكيت وبكى ولكنني استطعت ان أقول كلمتين فقط "هيك يا فخري توخد شادي و هادي مني؟؟" وعندها بدأ يواسيني بدلا من أن أواسيه وهذا يدل على إرادته العظيمة " قال فخري : لقد اختضنتهم منذ أن كانوا أطفال ولمدة ستة وعشرين عاماً.. وها أنت ربيتهم بالضبط كما أحب أن أرى أولادي ..فهل تحسدني على أن أخضنهم ولو مرة واحدة ؟؟؟ لقد جاء دوري " .

كانوا طفلين وأمهم في غرفة واحدة بلا معيل وكفلهم عمهم محمد , وبمشقة استطاع أن يعيل الكل. وقد أعلن كما أكدت أم شادي أن المؤسسات الرسمية والأهلية دائما عرفت واجبها وما عليها أن تفعله ولكنها لم تفعل ما هو مطلوب منها. فمن قام ببناء منزل لها ولأولادها هو عمهم وبمساعدة أصدقاء فخري ورفاق دربه وبمبادرات محض شخصية,عدا أن الديون منذ سنتين لم يتم إيفاؤها, وقال محمد أن فخري كان يعطي التنظيم ولا يأخذ منه " وكنت كثيراً ما أذهب لالتقط الزيتون وأبيعه ليشتري كبريت للقنابل. كنت صغيراً ولا أعرف لماذا يريدني أن أفعل ذلك , إلا أنني أحبه وأثق به، لهذا فعلت كل ما طلبه مني. بعد كل هذا تجد زوجته تحتاج لمن يضع إمضاءه على مساعدة لا تتجاوز المائتي دولار ولا تكفي للماء والكهرباء , فيما قالت أم شادي " لقد طرقت بابهم مرة واحدة وعدت فاقدة الأمل بهم جميعاً, من مؤسسات أهلية ورسمية " ولست متسولة لأعود مرة أخرى, فهم يعرفون ما الذي عليهم أن يفعلوه "على الأسير المحرر الذي أصبح في موقع مسؤول أن لا ينسى رفاقه وأخوته وراء القضبان وكانت تشير بذلك إلى نادي الأسير الفلسطيني .. ".

ينام فخري في سجن نفخة الصحراوي كنسر يفرد جناحيه لولديه ولا يغفوا إلا بعد أن يتأكد من أنهما ناما , يضع لهما برنامجاً دقيقا من صلاة ورياضة ومطالعة وجلسات تثقيف. وكالليثين حول الأسد يتمازحون, ويظنا أن عودهما أصلب فما يلبث أن يوقعهم فخري الذي حافظ على جسده بالرياضة العادات الصحية الجيدة, يخبرأنه بكل ما غاب عنه في الخارج ويخبرهم بكل ما يجب أن يفعلوه بين أربعة جدران وثلاثتهم اختبروا الحياة في الخارج والداخل، يعلمهما المرح والبساطة والحكمة والاصالة , ويرقبانه عن كثب كيف يحبه كل زملائه الأسرى ويعتبرونه أبا روحيا لهم , يجمعهم على منضدة الوحدة , منضدة الدم الواحد,لا ينحاز لأحد ولا لفئة. وهم من انتخبوه ليصير موجهاً عام لكل الأسرى ولم يحتمل المناصب أكثر من شهرين فبوصلة قلبه باتجاه أدق ..
وتسأله هل تنتظر التبادل ليفرج عنك فيبتسم بهدوء ويعلنها أنه لم يعد يثق بأحد فقد خيب الكثيرون آماله , فمنذ أن لعبت المخابرات الإسرائيلية لعبتها لشطب اسمه من قائمة التبادل في العام 85 " صفقة أحمد جبريل ، وحتى وعود عملية السلام ..
ظل يبتسم حين يعد أحدهم بأي شيء من هذا القبيل لأنه متأكد من أنهم فقط يريدون كسب موقف سياسي فحسب.." أريدك أن تضربني على وجهي مرات عديدة لنتأكد أننا لا نعيش كذبة ما ..قال لأخيه محمد منذ زمن طويل وما زال ينتظر من يغير هذه الفكرة ..

"أبو شادي" كان من أكثر المناضلين الداعين إلى إعادة الهيبة والاعتبار إلى الحركة الأسيرة، وإلى أن تتكاتف وتتوحد جهود كل المناضلين من أجل مواجهة إدارة القمع الصهيونية، والتي تشن حملات قمع متواصلة ضد الحركة الأسيرة، وتقوم بسحب منجزاتها ومكتسباتها بشكل منظم ومبرمج، وهو أيضاً من المناضلين الذين دعو إلى، أن تكون الحركة الأسيرة بعيدة عن كل الخلافات التي تحدث في الخارج، فالعدو في المعتقلات يتربص بالجميع، وهو لن يرحم أحد ولن يفرق بين "حماس" و"فتح" أو جهاد وجبهة، فالكل عنده فلسطيني ومستهدف، بل سيستغل أية خلافات بين أطراف الحركة الأسيرة، من أجل ان يرفع من وتيرة قمعه ضد الحركة الأسيرة، ويسحب منجزاتها ومكتسباتها التي عمدت بالدم ومعانيات الأسرى، وعدد لا بأس به من الشهداء.[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://barghouti.ahlamountada.com
 
فخري البرغوثي " اسد وليثين "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات البرغوثي  :: البرغوثي :: مناضلي البرغوثي :: معتقلي البرغوثي-
انتقل الى: