https://i.servimg.com/u/f40/12/50/82/77/images14.jpgمروان البرغوثي قائد عربي فلسطيني ولد حاملا همّ قضيته وبلاده، فمنذ نشأته تمتع مروان بصفات القائد المعطاء صاحب العقلية الفريدة في البناء والابتكار لأسباب النجاح والاستمرار لحركته، حركة فتح
ولد مروان البرغوثي في بلدة كوبر عام 1959 لاسرة بسيطة, يحمل رقم أربعة بين إخوانه السبعة لأسرة أبي عاطف المكونة من عاطف وهشام وعصام ومروان ومقبل واياد، واخيرا شروق (بنت). وهذه الأسرة جزء من عائلة البرغوثي, أحد العائلات العريقة في فلسطين.وتعتبر العائلة صورة صادقة عن المجتمع الفلسطيني. ففيها العالم والأمي والثري والفقير والوطني واللاوطني, واليساري واليميني والمتدين والعلماني والقومي, والمثقف وغير ذلك. ولكنها عائلة مسيسة جدا, وتكاد الأحداث السياسية أن تطغى على كل مجالسها
عاش مروان طفولة عادية في وضع اقتصادي واجتماعي صعب, كان والده فلاحا بسيطا ووضعه المادي شبه معدوم وهو ما انعكس على تحصيله العلمي الذي كان بالغالب متوسطا اكمل تحصيله الاعدادي والثانوي في مدرسة الامير حسن الثانوية في قرية بير زيت وكان يضطر للمشي من بلدته كوبر الى بير زيت مشيا على الاقدام.
لم يتمكن البرغوثي من اكمال تحصيله الثانوي كغيره من الطلبة فقد اعتقل وهو في الصف الاول الثانوي في العام 1978 واضطر لاكمال دراسته داخل المعتقل حيث انهى شهادة الثانوية العامة وبعد خروجه من المعتقل التحق بجامعة بيرزيت في العام 1983 ليدرس العلوم السياسية.
ثم حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية وكان موضوع دراسته العلاقات الفلسطينية الفرنسية ليصبح بعدها رئيساً لجمعية الصداقة الفرنسية. تزوج البرغوثي احدى قريباته وهي محامية من (كوبر) اسمها فدوى وله منها 6 من الاولاد والبنات.
بدأ البرغوثي يقتحم عالم النضال منذ نعومة اظافره فلم يكن عمره يقارب الرابعة عشرة حتى كان مطلوباً لقوات الاحتلال الصهيوني حيث كان يُستدعى باستمرار وبشكل دوري اسبوعي للتحقيق معهمن قبل المخابرات الصهيونية.ثم بدأ في قيادة النشاطات الطلابية والمسيرات والاعتصامات يظهر بشكل بارز داخل المدرسة وكان له صفة متميزة بالقيادة- كما يقول المقربون منه- ولهذا تم التركيز عليه خصوصاً ان الانتماءات السياسية كانت محدودة.
كان صعب المراس ولم يتراجع عن الخط النضالي فأول اعتقال رسمي للبرغوثي كان في 15 من عمره حيث وجهت له تهمة عسكرية وتضمنت التهمة المشاركة في صناعة المتفجرات وانابيب ومواسير تحوي مواد ناسفة وحكم عليه انذاك بالسجن لمدة 4 سنوات.
وبعد خروجه من المعتقل التحق بجامعة بير زيت واصبح البرغوثي مسؤول حركة الشبيبة الطلابية ومن ثم انتخب رئيسا لمجلس الطلبة في العامين 1984-1985.
وتعرض البرغوثي اثناء دراسته الجامعية الى الملاحقة وفي احد المرات اعتقل على احد الحواجز اثناء حمله لبيانات سياسية ولكنه تمكن من الهرب.
وفي العام 1987 مع اندلاع الانتفاضة الاولى اصبحت جامعة بير زيت مسرحاً للمظاهرات ووقف البرغوثي في قيادتها وبعد اعتقاله في ذات العام نفي الى الاردن ومن ثم الى تونس.
وخلال وجوده في الاردن استمر نشاطه السياسي والوطني وعمل على رعاية مبعدي وجرحى الانتفاضة وانتقل بعدها الى تونس وعمل في اطار قيادة منظمة التحرير الفلسطينية هناك وكان من المقربين الى الرئيس عرفات.
كانت النقلة البارزة في حياة البرغوثي بعد مؤتمر مدريد 1991 واتفاقيات أوسلو عام 1993 وبعد عام من توقيع أوسلو عاد البرغوثي الى بلدته كوبر.وفي العام 1996 خاض مروان البرغوثي انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وفاز عن دائرته رام الله, وتمكن البرغوثي من تثبيت نفسه في اول برلمان فلسطيني منتخب وكان من أشد اهتماماته هو العمل على بناء ما يسمى –التنظيم- وفتح له مكاتب وأفرع عديدة وتشير الارقام الى ان البرغوثي تمكن من اضافة 4500 عضو جديد لحركة فتح بشكل رسمي خلال السنوات الثلاث الاخيرة.
منذ اندلاع الانتفاضة في اواخر سبتمبر 2000 وصورة وصوت وكلمات هذا الفلسطيني الاسمر لاتفارق وسائل الاعلام المختلفة متحدثاً عن اهداف الانتفاضة ومطالب الفلسطينيين بالاستقلال. واصبح البرغوثي شخصية رئيسية في الانتفاضة الحالية مشاركا في تشييع جنازات الفلسطينيين وفي المظاهرات وخطيباً حماسياً يلهب العقول والقلوب لمواصلة النضال ضد الاحتلال الصهيوني.
وفي 1 نيسان اصدرت كتائب شهداء الاقصى بياناً قالت فيه ان البرغوثي هو المسؤول عن كتائب شهداء الاقصى لكنه نفى ذلك رغم اشادته بعملياتهم البطولية التي نفذوها ضد الاهداف العسكرية الصهيونية.
ومع اشتداد وهج الانتفاضة أُدرج اسم البرغوثي على رأس الاسماء المطلوبة للاستخبارات الصهيونية, حيث تعرض الى محاولتين للاغتيال كانت الاولى بمحاولة أحد العملاء الذي استأجر منزلاً قبالة مكتبه وحاول استهدافه برشاش "ام 16" والثانية حين اصيب احد مرافقيه مهند ابو حلاوة إثر قصف سيارته بصواريخ "الاباتشي".
وبعد الاجتياح الاخير لرام الله كان البرغوثي في صدارة قائمة المطلوبين, وبعد نجاحه بالاختفاء لمدة 3 اسابيع تمكن جيش العدو من القاء القبض عليه.
أثار اعتقال البرغوثي- الذي تعتبره "اسرائيل" الزعيم الفعلي لكتائب شهداء الاقصى والمحرك الرئيسي للانتفاضة الفلسطينية- ردود افعال واسعة داخل الاراضي المحتلة وخارجها.. حيث اكد مسؤولون اسرائيليون ان اعتقاله يمثل لحظة حاسمة في المواجهات الاسرائيلية الفلسطينية ويزيد من شعبية حكومة رئيس الوزراء أريل شارون الذي زعم تورط البرغوثي في عمليات ثتل جماعي ضد الاسرائيليين.
وقد حذرت السلطة الفلسطينية "اسرائيل" من اي مساس بحياة البرغوثي وحمل المجلس التشريعي الفلسطيني الحكومة "الاسرائيلية" المسؤولية الكاملة عن حياة النائب مروان البرغوثي مطالباً بإطلاق سراحه فوراً حيث ان اعتقاله يعد خرقاً لحصانته البرلمانية.
وأصدرت اسرائيل مذكرة اعتقال بحق البرغوثي في سبتمبر/ ايلول 2001 اتهمته فيها بقيادة تنظيم شبه عسكري والتآمر للقتل. ولكنه أدين في النهاية بتهمة قتل خمسة أشخاص، حيث لم تكن هناك أدلة كافية على أنه ضالع في قتل 21 شخص
مروان صاحب مدرسة وفكر ومنهج جذب اليه الغالبية من الشباب الفلسطيني الذي رأى فيه القدوة الحسنة لا سيما ان مروان رغم انه من جيل الشباب فقد تم اختياره امين سر حركة فتح في الضفة وعضوا بالمجلس الثوري المنتخب وعضوا بالمجلس التشريعي المنتخب وعضوا بالمجلس الوطني وعضوا بالمجلس المركزي.. وظل مروان يعمل كأداة ربط بين الشباب في الجامعات والمعاهد وما بين الجيل الاول من القيادات الفلسطينية.. وكانت استراتيجية عمل مروان مع الشباب تتسم بالجد من اجل اعداد جيل شبابي قوي قادر على النضال واستكمال مسيرة الكفاح لتحرير فلسطين.. وهذا هو النهج الذي يسير عليه اتباعه الان فهم يستكملون مسيرة النضال والحرية والاستقلال مما يجعل مروان سعيدا داخل زنزانته .
من يتابع حياة مروان يجد انه قضى 30 عاماً من عمره البالغ 49 سنة في النضال والاعتقال والتشريد.. فأول مرة اعتقل فيها كان عمره لا يتجاوز 15 عاماً ثم اعيد اعتقاله وهو في عمر 18 عاماً لمدة 4 سنوات ونصف السنة بالسجون الاسرائيلية وبعد ذلك قضى 6 سنوات ونصف السنة متقطعة وبعدها 6 سنوات ثم جاءت المحاكمة الاخيرة التي قضى منها حتى الان 3 سنوات والعجيب تعمد سلطات الاحتلال الاسرائيلي ان تصدر عليه حكم السجن الاخير في نفس يوم ميلاده وكأنها تعمدت ان تبعث برسالة للشعب الفلسطيني لاحباط معنوياته. وهكذا فان مسيرة مروان استمرت في النضال دون ان يفت في عضدها السجن او الابعاد او المحاولات الفاشلة للاغتيال لانه اختار منذ ايامه الاولى طريق الكفاح حتى يتحقق الحلم الفلسطيني في قيام دولته الحرة المستقلة..
[iبعض من حياة البرغوثي اليومية من خلال مقابلة اجرتها معه جاء ذلك في مقابلة اجرتها مع صحيفة «لاستمبا» الايطالية من سجنه «هداريم» قسم العزل 28 زنزانة رقم 3 " الاحد 6ابريل 2008:
بالنسبة لي فقد تعرضت الى تحقيق قاس ومستمر لبضعة اشهر في ظروف قاسية وصعبة، تنقلت خلالها في أكثر من ثلاثة مراكز تحقيق في اسرائيل بما فيها مركز التحقيق السري، وبعد ذلك تعرضت للعزل الانفرادي لمدة ثلاث سنوات، وانا الآن اتواجد في سجن هداريم في قسم العزل الجماعي، ويتواجد فيه 120 أسيرا، وفيه 40 غرفة، يعيش في كل واحدة 3 اسرى، وانا اعيش مع اسيرين آخرين. ويبدأ يومنا في السجن بالعد الصباحي للأسرى الذي يقوم به السجانون في السادسة صباحاً وفي السابعة والنصف نخرج الى ساحة في السجن مغطاة بالأسلاك الشائكة والقضبان الحديدية تدخلها الشمس بشكل جزئي، ونمارس بعض الرياضة مثل الركض والتمارين حتى التاسعة والنصف صباحاً، ثم نعود الى الغرف، وفي العاشرة والنصف يغلق القسم للعد ثانية، ثم يفتح في الثانية عشرة، وأقوم خلال ذلك بتناول الأفطار الذي نشتري معظم اشياءه من كانتين السجن، وعلى حسابنا الخاص، ثم أقوم بقراءة الصحف العبرية الثلاث حيث أشترك بها وأدفع ثمنها، وهي هآرتس ومعاريف ويديعوت احرنوت، اضافة الى جريدة عربية واحدة يسمح بدخولها بشكل غير منتظم وهي جريدة القدس، وفي الواحدة ظهراً يسمح للأسرى بالخروج ثانية الى الساحة للمشي ويستغل الأسرى هذه الفترة للدراسة والتدريس، والقيام بنشاطات ثقافية. في كل غرفة يوجد تلفاز مع عدد محدود من المحطات، يتابع من خلالها الأخبار والأحداث السياسية والبرامج المختلفة، كما أقوم بمطالعة الكتب، وأنهي كتاب كل اسبوع تقريباً، وكثير ما أقرا الأدب وخاصة الروايات العالمية والعربية والفلسطينية وتسنى لي قراءة العشرات منها حتى الآن، اضافة الى عشرات الكتب السياسية والفكرية والتاريخية والكتب المتعلقة بالشأن الاسرائيلي
البرغوثي دافع عن نفسه بطريقته الخاصة, ووقف داخل المحكمة ليقول كلمات دوت في أرجاء المحكمة ليُعلم العالم اجمع ان الانتفاضة مستمرة حتى تحقق أهدافها بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف[img]
https://i.servimg.com/u/f40/12/50/82/77/images14.jpg[/img]